الأربعاء، 8 أبريل 2015

وحيدة على غصن أخير



خرجت ذات مساء عازمة الهلاك في مياه البحر، اختارت وقتًا يكون فيه الجميع قد غادروا إلى أعشاشهم، المضيئة أو المظلمة لا يهم، لكنهم امتلكوا أعشاشًا وهي ملّت الوقوف وحيدة على غصنها الميّت.


خرجت تلهو بخصلات شعرها، وتستذكر لحظاتها، التي لم تختلف كثيرًا عن سواد عينيها، لفحتها نسمات هادئة.. استقرت نفسها، وهي تجد السبيل إلى الموج، حيث أرادت أن يكون وداعها الأخير للأرض في البحر.


داعب الرمل قدميها، وصولاً إلى الماء، وقفت هناك، والموج يأتي ويذهب والرمل يغوص بها أكثر، ظلّت طوال الوقت تفكر بسنيّها التي عاشت، وحيدة على ذاك الغصن الأخير، للشجرة الأخيرة، الشاخصة على تاريخ الأمم في مماتها.


لم تحلم بوداع أخير للأرض أجمل من ذلك، بدأت تخترق الأمواج، واحدة تلو الأخرى، حتى أغرقها الماء فيه، استقبلها بحفاوة المنتصرين.


أفاقت بعدها وسط جزيرة تحمل شجرة وحيدة، ذات غصن وحيد، فعادت لتقف عليه تتأمل الموج، ويداعب خدّها النسيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق