كانت الطائرة فوق السحاب تحملها إلى البعيد، نافذة صغيرة تتسع لرؤية الشمس في الأفق في أبهى صورها، وهي تجلس إلى جوار العزيز ممسكة بذراعه بين خوف وأمل.
بين الغفوة والأخرى كانت تصحو على لمسته، وهو يدثرها جيدًا كي لا تشعر ببرد.
وصلا إلى مطار دولة عربية، وكان يختلف تمامًا عن المطار الذي غادراه، لم يخطر ببالها أبدًا تصور للآتي، كانت طفلة لم تتعلم التفكير بعد، ظلت تحمل بهجتها وتحلق بها حوله كفراشة حول نور.
حملها على أكتافه وغادر صالة الوصول ليجد بعضًا من أصدقائه ينتظرون بوجوه يعلوها الخوف، أشار إليهم مبتسمًا وتوجه نحوهم، استقبلوه بعناقات كثيرة وحفاوة، بدأ الإنفراج على وجوههم يعلو..
كانت السيارات بانتظارهم في الخارج، فأسرعوا بمغادرة صالة المطار القبيحة، داهمها الحر فاشتكت له من عناقه الشديد، ضحك لها وفك ذراعيه قليلاً من حولها، لكنه لم يبعدها أو يبتعد عنها، هل كان به خوف من نوع مًا؟
لم تعرف سببًا لتشبثه بها في تلك اللحظة.. خفض مستوى النافذة بجوارهما فدخل إليها هواء متجدد وكثير داعب وجنتيها، وتراقص شعرها الأسود المنسدل على وجهه، فعادت ضحكاتها تعلو، والفرح يغمرها.
كانت طفلة لم تعي بعد ما ينتظرها....
يتبع