بصيص نور
آت من زاوية بعيدة
حيث شجرة الميلاد
ما تزال تزهو
بألوان غنية
شموع من ورق
تشتعل
بين أغصان الصنوبر
غرفة فيها الدخان كثيف
من محرقة الروح
و من بقايا نداء
كان يشتعل لأجل البقاء
و بات يحترق لأجل الفناء
تلك صورة اختزلتها الذاكرة
عن رحلة ليلية
من الفجر محمية
من نور شمس يحرق ملامحها
فتنطوي تحت الرماد
مشتعلة كجمرة نساء
لا روح فيها بل عطاء
يقلبها في الأمل حنين
و يتركها هناك تمتص
كل الأنين
قيثارة سومرية
تعزف ألحان ندية
فيصبح الرماد لونا
يتناثر على بقايا الأسية
و تعيش
و يعيش آخرون
بألوان رمادية
قاسية هي في الملامح
حجرية
يسكنها الهوى
و لا تعرف للروح دية
تقتلها في الليلة ألفا
و تعيد الكرة في كل لحظة رمادية
و يكثر الكابوس فيها
و تزداد السنين عصية
و تقسوا و نقسوا عليها
فتقتل
في وهم اسمه حرية
تجف ينابيع الهوى
و تصبح الدمعة منها كذبة منسية
يختلج الروح التمني
لألوان ندية
فيغرق رمادها الأكوان الساحلية
تجف بحارها عن رواسب وهمية
و تنتقي من غربتها أوطانا غبية
لا رمل فيها و لا هوى
و القصور بين ضلوعها محمية
عن رياح تنثرها غبارا
و أمواج تكسوها لونا رماديا
أتحلم بالكابوس مجددا
أم تحمل العين لسهرة أزلية
تقاتل فيها النوم و دموع الجفى
و تعتنق الموت غاية أبدية
هي صورة من ليلة قمرية