طرحت بالأمس سؤالا على الأصدقاء كان هذا مفاده
"ما الذي يفقد المرء شهية الحياة و الموت في آن واحد؟"
و جائت الإجابات كالتالي
الإهمال
الملل
الحب إذا ما استشعرنا انسحابه
اليأس
قد تبتعد إجابتي عن هذه المحاور أو قد تقترب لكنها تتلخص في كلمة واحدة و هي " الذكريات" ربما لا يستوعب البعض كيف تكون الذكريات سببا في إنعدام رغبتنا في الحياة و الموت في آن واحد و سأجيب من منظور إدراكي الحسي و من منظور تجربتي و تاريخي الشخصي فمعذرة لمن لا رغبة لهم بفهم وجهة نظري
الذكريات الإيجابية
و هي نوعين أحدهما يولد إحساس عميقا بالفقد و عتبا كبيرا على القدر فيه إختفى أفراد و مفردات و مكونات تلك الذكريات من الحياة لكنها ذكريات جميلة نفتقد أيامها و نحزن لأننا لم نعد كما كنا فيها كالذكريات مع الأبوين فبعد رحيلهم يتوالد إحساس الفقد و يكبر و نعتب على الزمن وحدتنا و إفتقارنا لذات أبوية في حياتنا( أنوه هنا أني أبني كلامي على تجربتي الشخصية فقد انتهى دور الأهل في حياتي منذ أكثر من ربع قرن بشكل قسري لا إختياري) و هو ما يجعل من كيان أو شخصية مثلي مضطربة و في تيه و ضعف في أحيان كثيرة من ما يجعلني أفقد الرغبة في الحياة, و يأتي دوري كأم لأجد في نفسي رغبة ما في زاوية من زوايا النفس تريد مني أن أمنح إبني شيئا من الحياة جميل فأفقد الرغبة في الموت أيضا لأجله لا لأجل نفسي
النوع الثاني من الذكريات الإيجابية
هي ذكريات لم يختفي أفرادها من الحياة و لا معطيات الذكريات كالمكان و المشاعر و لكن تحولت الحياة الى شيء آخر بعيد كل البعد عن معاني مفرداتها الأولى لنفس العناصر, تذكرنا لتلك اللحظات يحول أيامنا الى كابوس متكرر نفقد معه الرغبة في الحياة فليس هذا ما إعتدناه و ليس هذا ما كنا نحياه و ليس هذا ما كان فرحنا من العمر, و هو ما يفقدنا الرغبة في الحياة اما عن فقدنا للرغبة في الموت في ظل هذه الذكريات فهو نابع من محاولات لإستعادة شيء من ما كنا عليه حتى و إن كانت أحلام واهية لا أصل لها و لا حقيقة في واقعنا
الذكريات السلبية
هي كل ما يؤلمنا و يفتت الروح و ينثرها ملحا في جراحنا تفقدنا الرغبة في الحياة لشدة الألم و تفقدنا الرغبة في الموت بسبب الضعف و عدم القدرة على إتخاذ قرار
هي كلمات حائرة لا أكثر أعترف بعدها اني ضعيفة لا أستطيع اتخاذ قراري و لا أرغب في الحياة و لا أستطيع إختيار الموت
نـــداء عادل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق