السبت، 28 أغسطس 2010

لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين__________بقلم خالد عبد الحميد


لا تكتفي الدولة بتشريد وإذلال وقتل العمال بدم بارد نتيجة سياساتها المعادية لهم، بل تسعى أيضا لإسكات أصواتهم باستخدام أكثر الأساليب قهرا بتقديمهم للمحاكمة العسكرية التي لا يتوافر بها أي ضمانات أو حقوق دفاع.

يحاكم الآن ثمانية عمال من مصنع 99 الحربي (شركة حلوان للصناعات الهندسية) أمام المحكمة العسكرية بتهم إفشاء أسرار عسكرية والامتناع عن العمل والاعتداء بالضرب على اللواء محمد أمين رئيس مجلس إدارة الشركة، كان العمال الثمانية قد تم القبض عليهم مع 17 آخرين من زملائهم عقب اعتصام عمال المصنع يوم 3 أغسطس الجارى احتجاجا على انفجار أنبوبة نيتروجين ( غلاية ) داخل المصنع مما أدى إلى وفاة العامل أحمد عبد الهادي(37 عاما) وإصابة ستة عمال آخرين بجروح.

وعلى أثر تلك الاحتجاجات سعت أجهزةالدولة إلى ترهيب العمال وتأديبهم لتجرأهم على الاحتجاج فاتخذت ضد 25 عامل إجراءات تحقيق تلاها إحالة 8 من عمال المصنع إلى النيابة العسكرية تمهيدا لتقديمهم لمحاكمة عسكرية رغم أنهم عمال مدنين ورغم أن الأمر يتعلق بنزاع عمل تحكمه القوانين العادية.

وقامت النيابة العسكرية يوم السبت الموافق 14 أغسطس بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم تجديد حبسهم مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضى، ثم تحويلهم للمحكمةالعسكرية التى بدأت أولى جلساتها الأحد 22 أغسطس ليتم تأجيل المحاكمة إلى الأربعاءالمقبل، كما رفضت النيابة العسكرية إعطاء المحامين صورةملف القضية للإطلاع عليه، وتحددت جلسة مفاجئه سريعة للمحاكمة.

وبالرغم من ادعاء وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي دائما في جميع المحافل بأنها تقف بجانب حقوق العمال، إلاأنها لم تحرك ساكنا إزاء ما يحدث للعمال، هذا بالإضافة للصمت المعهود من اتحاد عمال مصر و تقاعصه عن الدفاع عن حقوق العمال والتصدي لما يحدث لهم من انتهاكات.

ونعلن نحن المتضامنين مع العمال رفضنا لتقديم عمال مدنيين لمحاكمة عسكرية، وتطالب بإحالة القضية للقضاء العادي، وتطالب أيضا بمحاكمة المسؤلين عن موت العامل ومحاكمة إدارة المصنع التي تسببت في أكثر من انفجار وإصابات ووفيات بين العمال بسبب الإهمال، ونحذر أن تكون المحاكمة صورية وحكمها جاهز سلفا، ونعلن بدأ حملة تشهير واسعة محليا ودوليا ضد المسؤلين عن تلك المذبحة.

الجمعة، 27 أغسطس 2010

بغداد

أحبُ صمتكِ لأنــه يـبوح بأسرارنا
لأنه يغني لحن
الوطن
لأنه يكتبني عشقا
لأنه يرسمني لونا
***
بغداد صمتك
نهر
من غضب
بغداد صمتك
عشق من لهب
***
بغدادي لا تنسي
اني
هناك
و ها هنا
في عشقك
صامتة للأبد


الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

من لحظاتي وطن

رَسَــــمتُ خَارِطةً كُبرى
في هذا الكَــونِ الأصغر

و فتـــَحت السِرَ الكوني

لـــِهذا العـــَامِ الأكــبـــر

طــَلاســِمُ صــــَـمـــتي

قـــــــــد عـُـــــرِفــــــَت
و الـمــــَـــوجُ تَــناقَـــلها
بــَــــــــــــــــحـــــ
ـــــراً

و نـَـــســِـيم الشـَـــوقِ

يــُــــــعــَطــــــِرُهـ
ــــــا
إِلــــى الأوطـــــــــــــانِ
يــَــحـــــمـــِلــــُهــ
ــــــا
صــَحـراءَعــتيقة يُعمرها
و بــِالبــُنيـان يــَكســُوها

أفكارٌ ســكرى تـَغزونـي

و بـتـيـهِ العُمرِ تكسوني

و كــل دروبــي مــُغـلـَقة

و مـا مـِـن رُوحٍ تــَعـلوني

قـَــوافـِـي الكـَونِ مـُعتقة

بــِخـمـرِ القــَلبِ مـُحَـملة

و نــــَـــحـــن هــــُـــنـــــا

و نـــــَحـــــنُ هـــُــنـــــاك
و مــــــــا فــِـــيــــــنــــــا
مــــــــآســــــــــــيــ
نـــــا
بــُـستانٌ يـَحملُ الأشواق
إلــــــــى وَطــــــــــــــــنٍ
فـــــــــــــي قـَـــــلــــــبٍ
مــــــــــازالَ يـــــَنــبــِـــضُ
بـــــــــــــالغــِــــــ
ـــنـــاء

حبة رمل

لم يعد في العراق نخيل
فقد احرقته كله

لم يعد في العراق دموع

فقد بكيتها كلها

لم يعد في العراق شروق

فقد سرقوا شمسه

لم يعد العراق عراقا


و لم اعد نخلة باسقة

بل حبة رمل على شاطئ

الاف تشبهني

و اشبه الاف
لكني واحدة بروح سرقت منذ الاف

حبة رمل نزلت في كل الشطئان

حبة رمل لن تحيا باقي الازمان

حبة رمل اقسى من حجر الصوان

اجمل من اعماق البحر
و اكثر نورا من كثبان الشمس

حبة رمل محلقة في كون لم تعرفه الازمان

من لحظات الألم

تـَبــاً لِذَاكِرَةٍ صُورِيةٍ
تـَحْمِلُ لـِلكـَونِ عـِبـَرْ
مـِنْ مَاضٍ أَصْبَحَ ذِكرَياتٍ وَ صُوَرْ
تـَحْيَا وَ تـَمُوتُ
فِي آنٍ مَـعاً
بـَينَ لـَحَظاتِ الِسيَرْ
بـَيْنَ أَلـَمٍ وَ بـَينَ فـَرَحْ
ضِحْكـَةٌ لـَمْ تـَجـِدْ
مِـنَ الدَمْعِ مَـفـرْ

يَا لأَيْامٍ تـَذْكـُرُنا وَ نـَذْكـُرها

مَمْحـِيـَةٌ بَيْنَ الصُوَرْ

وَ يَا لأشْوَاقٍ

سَكـَنَتْ دُرُوبـَنا
وَ نـَحْنُ فِي الأزْمَانِ
رَاحـِلينَ عَنِ القـَدَرْ

مَا بَيْنَ ضِحْكـَةٍ وَ دَمْعَةٍ

غـَياهِبُ نِسيانٍ
و ابْتـِسامَاتٍ
لـِلعُـشاقِ سَـهرْ
وَ مَا بَـيْنَ النَجْمَةِ وَ الليلِ
أُمْسِـياتٌ
كـَانَتْ لـَنا السَـحَرْ

دُجَى يُـعَـانِـقُ الأَضْوَاءَ

لـِنَرَى فـِي طـَياتِ ظـُلـُمَاتـِهِ
بـَعْضَاً مِـنْ سَـهَرْ

وَ تـُعَـانِـقـُنـَا الذِكـْرَياتُ

فـِي سـَحَرِ اللـَيالـِي
وَ انـْتـِظارِ فـَجـْرٍ
يَكـْسِـرُ قـَيْدَاً
وَ يـُطـْلِقُ شُعـَاعاً
لـِلقـَلـْبِ فـِيهِ سَـفـرْ

مَا عَادَتْ أروَاحـُنـَا

نـَهْشُ أحْلامـِنـَا
وَ مَا عَـادَتْ أحْـلامُـنـَا
نـَهْـشُ سِـيَـرْ

بَلْ نـَحْنُ عـِبْرَةٌ لـِقـَومٍ

إنْـكـَفـَأتْ ظـِلالـُهمْ
وَ سِـيَرٌ لـِقـَومٍ
هَامَاتـُهمْ
عَمَدُ الجَبَلْ

إرهاصات ألم

ما لذاك الألم يعتريني

و لما وجدت من يحتويني


لم يحتويني



و الحياة تطحن في قلبي الأنين


لتخرج منه عطر الياسمين


فأكون هنا و لا أكون


في جدول الزمان


شذى مطحون


كروان يغني للأمل


و يصدح صوته عاليا


من الألم


و يبقى الدرب مظلما


و الفضاء داكن الألوان


و نحن عابري سبيل


ما انفككنا نبحث عن الأمان

طوفان

طوفان من جهل البشر

عتم طريق الحر

لا نجمة في سما تبرق

لا فنار يضوي بحر

ليلة ماليها قمر

و الأعمى لسا يدور

حوالين عمر انقضى

طويل من غير نور

يا ليلة بحرك غريق

في الصحرى من غير سور

فيه النسور مجاريح

و النورس المدبوح

نجمة في سماكي انا

و لكل عاشق ضي

مركب في بحرك انا

و كل مبصر حي

ينادي عليك يا وطن

مع كل موجة حي

و من بحر الرمال ينده

شهيدك دايما

حي

31 يوليو 2010