منتهى الإغراق
يا أيها الرجل القديم،
يا صاحب الظل الذي أُخَضِره
مثل التي أسميتها نخلة
وريقة بائدة رأيتها
وجدتها في سلة النهر
وقد لمست فيها عبقًا ليس غريبًا
في خياشيمي؛
أتعلم من تذكرني بها
بفسحة الحياة
تزدان بطعم الشهوة العريق
ترمقني كما انطلاق
عابر بحرقة الشهيق
بلوعة المشتاق
يوم يلمس الحريق
بوطأة القهر على العشاق
بمنتهى البريق
تنثال كالدمع على الدم المراق
تجعلني أفيق وإني لا أفيق
فكل ما لدي صحوة انعتاق
تطيقني ولم أعد أطيق
كأنها تمنحني الفراق
وتأخذ الروح من الغريق.
يا اللا تطاق
يا لمبدئ المعيد
يا مانح الأحرار حرقة العبيد
يا منتهى الإغراق
يا العظيم في دمي
والمستطير في تلال أنجمي
شيطاني الملاك
ملاكي الشيطان
كل الليالي خامرتني
يا القديم
كل السواري مزقتني
يا القديم
حتى اسمي المباح ينكرني
وأنكر ربه
الذي عمى
وإنني رأيت
وكنت في جوف المدينة
والغراب فوقها
وعالم من القطط.
في زمن الطوفان مات والدي
وكان قبطان السهول
في زمن الطوفان قطَّعت حبالي كلها
من ثم عريت القصيدة
وكان فوق العرش دجال
وعكاز قديم
وكان في بستاننا كلب مريض
وكانت المغول
وكان سبي
ونهر من حروف
ثم نهر من دماء
وبلاد بين نهرين
وعشتار بلا مأوى
بلا أوثان من لذة
وذلك السرير قد أحرقت في أرجله كل الأدلَّـة.
وما استطاع ذلك العهر
بأن يُنْسي عصافير شبابيكي
روايات المذلَّـة.
يا سيدي القديم
في أي المصابيح أواريك
على أي المشاعل
وفي أي الحقول المزهرات أرتجيها
كما كانت تريد
وما أزال حاملة جثة بيتي
حيث ما حللت
حيث ما رحلت
وما أزال باحثة عن وطنٍ
أو مقبرة.
من ديوان #طفل_القمر_الزجاجي
#نداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق