السبت، 2 مايو 2015

لم تتعلّم الانتقام



نال منها الاستياء، في لحظات معدودة.




تأجّجت مشاعر الغضب داخلها، لاسيّما أنَّ أحدًا لم يسمع يومًا صراخ روحها المتكرر.

غابت البسمة عن ثغرها، ذاك الذي كان يصدح بالغناء، ويوزّع الفرح على الأموات والأحياء.




لم تكن تلك ليلة عابرة، بل كانت في الحقيقة الليلة الوحيدة التي شعرت بالحياة فيها، لأن الألم هذه المرّة كان أكبر من أي ألم سبقه، لأنها اكتشفت أنّها، على الرغم من كل تضحياتها، كانت عرضة للغدر.. على مدار أعوام عدّة.




ابتسمت، وبثقة قالت.. سأكون صديقة جيدة حتى إن تألّمت.. سأكون نفسي، لأني لا أعرف كيف يغدر الأخرون، ولأني لا أحتمل غدرهم، لن أكون يومًا سببًا في ألم أي آخر كان، قريبًا كان أو بعيدًا.. أنا لم أتعلم الانتقام.




غسلت الدمع من بين جفنيها، تناولت لفافة التبغ، ورشفة أخرى من فنجان قهوتها.

ودّعت البحر

وغاصت في أعماق زنزانتها.. تنتظر ربما سكين غدر أخرى.